في هذا العدد يتواصل الحوار التربوي بشأن تعليم أطفالنا القراءة والكتابة حسب المرحلة العمرية .
: بعد سن العاشرة
ابني الآن يقف علي شاطئ السنة العاشرة من عمره ، أصبح قادراً علي القراءة بنفسه ، لكن بلا شك – يحتاج إلي دعم معنوي يربطه بالكتاب ويحببه في القراءة فماذا نفعل ؟ يبدو السؤال سهلاً لكن الممارسة صعبة ، في هذا العدد نحاول تقديم النصح للأبناء فماذا سنقول لهم ؟
المشاركة
مشاركة الأبناء في القراءة من أهم الوسائل في هذا السن لجعل الكتاب الصديق المحبب لأبنائنا فيحبون النظر إليه والاطلاع عليه ، فعندما يشعر الابن أن الكتاب نبع الحب والدفء مع الوالدين سيحرص علي اقتنائه والمحافظة عليه ، ومن ثم التعود علي القراءة باعتبارها أمراً أساسياً في الحياة ، وليس بمجرد شيء مدفوع إليه بدافع خوف من رغبة في اجتياز اختبار معين .
وتأتي المشاركة علي عدة أشكال :
القدوة : إذا شعر الابن أن الوالدين يستغلان وقتهما بالقراءة دائماً ، ويعتبرانها متعة لهما ويرجعان للكتب في أي وقت للاستقصاء عن معلومة ما ، سيتعود الطفل علي عمل الشيء نفسه أيضاً .
القراءة الصامتة : ليس بالضرورة أن يقرأ الابن والوالد الكتاب معاً بصوت مرتفع ، لكن يمكنهم القراءة معاً في وقت محدد ، فلكل منهما الكتاب الخاص به حتي أنه يمكن استعارة طرف لكتب الطرف الآخر ، وقراءتها .
مذكرات يومية : عمل مذكرة يومية للابن يكتب فيها الأحداث اليومية التي مرت بها ، ومن ثم يبدأ في قراءتها مع والديه ، وهنا سيتدرب علي ترتيب أفكاره وتفريغها علي الورق ، مما يزيد من قوة هذه الفكرة وعلي الأب أو الأم قراءة المذكرة التي كتبها الابن لتعديل بعض الكلمات ، لكن بهدوء دون انفعال .
كيفية اختيار الكتاب : في سن العاشرة يصبح الابن قادراً علي القراءة ، ومن ثم ياخذ اختيارنا للكتب اتجاهاً آخر غير السابق ، فالكتب هنا تتنوع ما بين كتب السيرة المبسطة ، أو أشهر القادة المسلمين ، أو عموماً كتب الشخصيات البارزة ، ففي هذا السن يحب الأبناء التعلق بشخصيات ناجحة ، كما أن الأبناء في هذا السن يحبون كتب العلوم الحديثة المبسطة التي تحتوي علي الكثير من الصور الإيضاحية .
ومن أهم الطرق المتبعة في توصيل المعلومات إلي الطفل ، الضحك وهناك عدد ليس بالكبير من الكتب العربية التي توصل إلي الطفل معلومة عن طريق الضحك ، ومن أهمها مغامرات جحا والأهم من هذا هو عدم الالتزام بمستوي واحد من الصعوبة في القراءة ، فيمكن أن تتنوع كتب الابن ما بين سهلة إلي صعبة إلي حد ما في القراءة .
: بعد سن الخامسة عشر
أنت وابنك في يوم التنافس :
ابنك الآن تعدي الخامسة عشر ، ودخل في سن الشباب ، وبدأ الشارب يظهر في وجهه من غير المعقول أن تمارس معه الأساليب السابقة نفسها التي كنا نتبعها عندما كان طفلاً ، الأفكار تتغير والوسائل وإن كانت كلها تهدف لتشجيع ابنك علي القراءة .
1 – حدد مع ابنك كتاباً للقراءة معاً كل شهر وتنافسا معاً علي من ينهي قراءة الكتاب أولاً ، علي أن يجهز كل طرف للأخر أسئلة صعبة من موضوع الكتاب .
2-اذهب مع ابنك إلي المكتبة لاختيار الكتب معاً ، ولا تجبره علي قراءة كتاب لا يميل إليه ، بل اجعله يختر بنفسه .
عليك بدعوة العائلة والجلوس معاً في يوم تسمونه يوم التنافس ، ويكون برنامج هذا اليوم أن يجهز كل فرد من العائلة مجموعة من الأسئلة عن الكتاب الذي سبق وقرأتموه جميعاً ، ولتدع ابنك يسأل أولاً ، وينتظر الإجابة من أفراد العائلة ويلي ذلك أسئلة بقية العائلة .
إذا لم يعرف أي فرد إجابة السؤال يخصم منه درجتين وإن عرف الإجابة يحصل علي ثلاث درجات .
وكلما كان يوم التنافس ناجحاً ، كلما استطعت كسب أشخاص جدد لدخول المسابقة في الكتاب القادم ، فربما عزيزي المربي تحمست ابنتك ذات الإثني عشر ربيعاً ، ودخلت معكم المسابقة وفازت هي عليكم .
عزيزي المربي لا تقل اشتريت لأبنائي كتباً ، وللأسف فهم لا يقرؤون ، ولا تقل لأبنائك أنكم تضيعون وقتكم أمام التلفاز لساعات طويلة ، ولكن قل من يدخل معي في سباق الشهر المقبل ؟ فتصبح أنت وابنك معاً في المنافسة .